وداعاً

جانفي 6, 2013


بأول يوم من هذا العام، كانت هناك تلك الرسالة التي يستقبلها جميع المدونين، الرسالة التي تلخص نشاطهم و نشاط مدوناتهم خلال سنة، في صندوق رسائلي، و لم يهمني شيء منها سوى أمرين، أن خلال 2012 لم أضف سوى 6 تدوينات جديدة فقط، و أن خلال نفس الفترة لم يتراجع زواري سوى بنسبة 20 في المائة،..


بسن ما بين الثالثة عشر و الرابعة عشر كانت هناك تلك الصداقة الخيالية العالقة برأسي، باقية من طفولة لم تكن بعيدة كثيراً، لكنها كانت تبتعد، صداقة كالتي قام كثير منا بخلقها في طفولاتهم، صديق يحدثوه، يبكون إليه، يعرفهم كما تعرفهم ذواتهم، يشاركهم الفرح و يكون جداراً ممتداً من النفس للإستناد عليه، بسن ما بين الثالثة عشر و الرابعة عشر، كانت أمامي تلك الصداقة، كنت أدرك أنها ليست سوى خيالات برأسي، و كان عليّ وضع نهاية لها، أذكر أن إتخاذ القرار كان صعب حقاً، أذكر أن ألم كثيف كان يعتصر قلبي حين قررت ألا أعود لتخيل تلك الصداقة، أذكر أن الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق، لكني كنت أدرك ضرورته، كنت مدرك لكونها مرحلة و أني حينها كنت أنتقل لمرحلة أخرى.


أنتم، و أطراف أناملكم و هي تكتب عنواني، و عيونكم و هي تلقي بالبصر أبعد من حروفي السوداء، و آلاف النبضات العصبية في أذهانكم ساعية إلى ترجمتها لتبدو لكم بسهولة كأفكار و كلمات، كل ما بكم، و كل ما أنتم عليه، حقيقي، أنتم صداقة لم يؤثر بها حاجز المسافات، خلال سنين عبرت بكم كما عبرتم بي، بعضكم لم أعرفه أبداً لكنه عرفني، بعضكم أتى أقرب إليّ قبل أن يذوب في الضوء من جديد، بعضكم فضل أن يترك أثر أعمق بي لن أنساه يوماً حتى مع وصولهم إلى أبعد مما يمتد القلب، و يبقى البعض الذين أضافوا ألواناً إليّ بصداقاتهم التي تشكل جزء لا يتجزأ من واقعي اليوم و لا يربطهم رابط بمصير مكاني هنا، و أثق أني لآخرين مثلت البعض الأول و الثاني و الثالث، و لصداقاتي أتمنى أن أبقى مخلصاً.


ما تبادلناه هنا مثل لي بإجماله صداقة ضخمة، بيني و بين القاريء بشكل عام، صداقة حقيقية يؤلمني التفكير في فقدها أكثر مما ألمني بصغري فقد صداقتي الخيالية، لكن، يا إلهي، كم تغيرت حياتي جوهرياً و بشكل يكاد يكون كليّ في خمسة عشر شهراً، قبلهم كنت على مشارف إنهاء دراستي الجامعية، أنظر لمستقبل لا أملك أي تصور عما سوف يكون، و ها أنا اليوم، أجهز بيت رقيق لأجل إنتقالي إليه أولاً ثم لأجل بون التي أتمنى أن تأتيه سريعاً تلو ذلك، و أقضي وقت الفراغ بين أصدقاء كثيفين الحياة و الحب يبدأ إشتياقي إليهم حين أغادرهم، و أنهمك كل صباح في عملي الذي تسارع بين مستويات بطريقة جعلت من الصعب أحياناً أن ألتقط أنفاسي لإحتواء كل مستوى، فيما أحاول جاهداً أن أعود لفعل بعض النشاطات حتى لا يطغى حب المرح على رغبة الإستفادة من دقات الساعات، و بين كل ذاك الصخب الهائل كل يوم، كانت محاولات العودة هنا أقرب لفشل رفض التخلي عنكم أكثر منها للنجاح، لكنها كانت مرحلة، و تلك الرسالة في صندوقي جعلتني أدرك أني الآن أنتقل لأخرى، و أني مهما حاولت جاهداً أن أتمسك بها مع الحالية، لن أستطيع،..


و بقدر ما يحزنني الأمر، و بقدر ما يخبرني عقلي ألا أقول وداعاً لعلي أعود عما قريب، بقدر ما تدفعني بالمقابل النسبة شبه الثابتة لحضوركم، حين مقارنتها مع نشاطي، لكي أضع وداعاً لائقاً أنهيه بأني سأفتقدكم حقاً، سأفتقد المكان هنا بدرجة مؤلمة، و سأذهب و يمكنكم الآن أن تتوقفوا و تذهبوا أيضاً، لكن كم سأحب من يبقي لمحة روح مما تبادلناه عبر وسائل تواصل متناثرة بأنحاء المكان، بين أنا و آن لك أن تعلم و حيث يمكنك أن تبعث بالذي بك، و يمكنكم دوماً أن تثيروا الفرح في التي أحب بإطلالاتكم، لكن حذراً على القلوب الهشة، فلرقة مكانها جمال فرنسي مرهق، و من يعلم، قد تكفيكم زيارة مرة كل شهور ثلاثة، و تؤدي ذات يوم للعثور على رابط صغير يقود لمكان تتشاركه فتاتي الخريفية معي، و من يعلم كم وداعاً يدوم، و كم وداعات لا تتحملها خفة ذواتنا.


وداعاً.

أسبوعان،..

أكتوبر 21, 2012


حين تكون الحياة أسرع من أن تلتقطها الذاكرة، حين تحدث بشكل أكثف من أن يختزنه الحروف، تكون العدسات هي الإختيار الوحيد، ليحبس صمتها بعض من الروح التي تجول أمامها، و من يعلم، ربما تصبح تلك عادة ألبومية أفعلها هنا من وقت لآخر، رغم أني لست واثق بعد مما إذا كنت أحبها أم لا، فطريقة الحديث المختصرة جداً بما يتلو لا تمنحني ذاك الشعور الشهي الذي تقدمه تدويناتي المعتادة، لكن بذات الوقت مع إزدحامي، قد تكون ضرورة، لذا آرائكم حتماً ستفيدني.

أقرأ باقي الموضوع »

قطرات أولى

أكتوبر 7, 2012


كانت عالقة في ذهني، Oath للشقية Cher Lloyd، إلى أن أستيقظت عليها تتردد به بالأمس، و أنا أنساب جسداً قبل روحي للعمل، و بي فرحة في سبق سيرين في الوصول للأغنية، و توتر مرتبط بتخطيطات أولية جداً لزواج أتمنى أن يربطني ببون، و غضب من الشتاء الذي يتكاسل كثيراً في الحضور، و بعد قضاء عدة ليالي متتابعة في حفلات و أفعال مجنونة صغيرة، علمت أن بي إرهاق طفيف يتطلب يوم هاديء يمنحني فاصلاً في ذلك الصخب المسمى حياتي، خاصة أن الفارق بين المزاج الجيد و المزاج السيء لم يكن بذلك الإتساع، و لمن يتسائل عن ذاك الأمر الذي ذكرته سريعاً، نعم، تحدثنا إلى أهلها، نعم، وضعنا إطار زمني، لكن بخلاف ما قد يتمناه أي شخص -بإستثناء ذلك الشخص المخيف الذي يريد حب بون غصباً!- إطارنا الزمني ليس صغير، رغم حصولنا على موافقة مبدئية، لأمور تتعلق بدراستها و تفاصيل أخرى، لذا مازلنا بوقت التوتر، لم نصل لوقت الصراخ فرحاً بعد.

أقرأ باقي الموضوع »

Catching Up

سبتمبر 24, 2012


مع عودتي، أو بشكل أدق محاولتي فعل ذلك، تتغير بعض الأجزاء في طبيعة مدونتي التي مهما بعدت عنها لا تزول من قلبي، و تتلخص تلك التغييرات ببساطة في أن المدونة ستصبح مركزة على أفكاري و حياتي الشخصية إلى أن أجد ما يكفي من الوقت لجوانبها الأخرى، خاصة الجانب العلمي، و مع ذاك التغيير في هدف المدونة الرئيسي نحتاج أن نلتقط أطراف الحياة من حيث توقفنا،..

أقرأ باقي الموضوع »

As Summer Fades

سبتمبر 22, 2012


أن أعود للبيت في السابعة صباحاً و بي نهم للكتابة، ذلك أمر لا يتكرر كثيراً، لكن بما أني أحاول العودة بأية حال فما المانع!

أقرأ باقي الموضوع »

محاولة،..

سبتمبر 9, 2012


أفتقدتكم، أفتقدت رقة بعضكم المصحوبة بزهور متشابكة مع رسائل، أفتقدت صخب آخرين حين ينطلقون مع الجوانب الصاخبة مني، و أفتقدت المتعطشون للمعرفة و الاسئلة التي لا يسع علم البشر أن يجيبها كما يتمنى شخص مثلي، و أكثر ما افتقدت هو إنطباع كلماتي على عيونكم، على عيون هؤلاء الذين أعرفهم، و على عيون من يعرفوني بينما يمكن لي فقط الشعور بوجودهم، و أعرف أن كثير مل إنتظار عودتي، و أعرف أن مازال كثيرون آخرون يمروا من حين لآخر إنتظاراً لها.


من بين كل من أعرف لا تتغير حياة بسرعة تغير حياتي، فأكاد لا أصدق أن كل ما مر منذ كتابة تدوينتي الأخيرة إلى الآن يقع في نطاق أقل من عام، فقد كسبت أشخاصاً، و خسرت آخرين، و تغير بعض أحبائي و أبتعدنا و أقتربنا و تخالفنا و غفرنا و تركنا أخطاء تذهب و لم نمنع علاقات من أن تذوب، و عرفت ألوان جديدة من الحياة و ألوان أكثر إشراقاً من الأصدقاء، لكن كم يطول ذاك الحديث.


و لم تكن حياتي بعد الجامعة كما تخيلت، فارغة، بل تطور جداً عملي كمترجم، ذاك الذي بدأته قبل إنهاء دراستي بشهور قليلة، و أصبح أكبر كثيراً من تصوري لإمكانات الصعود فيه بالبداية، و لم تعد الترجمة هي الجزء الأساسي منه، بل الإدارة، لكن مازالت الترجمة تشغل أقل قليلاً من سدس إجمالي العمل، و هو ما يجعلني أتعجب من سبب شعوري بالإنشغال سابقاً، قبل إنهاء دراستي، فالإنشغال الحقيقي هو ذاك الذي أعيشه الآن، حيث لا أستطيع تمرير ربع ساعة في خطتي اليومية دون تقرير مصيرها و الإستغلال الأمثل لها، لهذا فشلت بإستمرار محاولات عودتي مرة تلو الأخرى، و لست واثق أن هذه المحاولة ستنجح كذلك، لكن دعونا نأمل ذلك!

Embracing Life

فيفري 19, 2012


يختار كل منا أن يستمتع بالحياة و تفاصيلها بطرق مختلفة، كحين تختار بون أن تنثر الرقة المخملية على قلبها و بشرتها، بلوحات و أشعار و تجميل و ملابس، أو إختيار روز أن تثير الحياة في جسدها بحب الصخب و الإحتفال، و الكثير من الموسيقى، و ألوان سوداء و حمراء، مصحوبة بغبار نجوم وردي، أو تفضيل ريم جمع الجمال الهش بقلوب من تحب مع لمحات من مرح و حب و أشياء صغيرة شقية.


ذوق مرهف جداً في الإمتلاء بالحياة هو ذوقي، فأكثر إستمتاعي بالحياة يكون في صنع تلك اللحظات الضئيلة، الساحرة، الدافئة جداً و التي لا تنسى، كالطعم الكثيف بالأمس صباحاً للجو الرقيق للكافيه حين ترجم مخي ناتج الرشفة الأولى من مشروب الشوكولاته بالبندق و خلطه بإندورفينات الجري مع ريم تحت مطر غزير قبل ذلك بدقائق قليلة، و أضاف بذات اللحظة البرد الخفيف على جسدي، و أفرع الأشجار المترنحة بالخارج، و الصوت الخافت لـ Gloria Gaynor في I Will Survive، و الإضاءة الناعمة على وجه ريم و هي تمسح القطرات التي راوغت قبعتها و أصابته رغماً عنها، ما يمكن إضافته من كسرات المثالية فتوقف الزمن لبرهة، للحظة مثالية و ساحرة تماماً، ثم عاد لمساره و مضت اللحظة و لن تعود أبداً، لكنها أطلقت مع مضيها إنفجار من النشوة سيبقى للأبد في ذاكرتي، هكذا أختار الإستمتاع بحياتي، بصناعة مثل تلك اللحظات الضئيلة الساحرة التي تتوافق عندها كل تروس العالم لكي تصنع مثالية تدوم لبرهة لكنها لا تنسى.


و دوماً أحببت أن أشارك العالم شغفي ذاك على الأقل بمكاني الصغير هنا، فكان الحد الأدنى أن، إن لم أستطع مشاركة شغفي العلمي و غير ذلك، أن أبقي على الأقل مشاركة شغفي بالحياة مستمرة، لكن بالشهور الأخيرة منعني ذلك الشغف تحديداً من مشاركته، فقد أصبح أسرع من دوران الأرض حول ذاتها، فأصبحت الأربع و عشرون ساعة اللاتي يستغرقهن ذلك الدوران بالتالي غير كافيين، هذا بالتأكيد بعد طرح تسع ساعات للنوم و العمل، و رغم محاولتي أن أبقي على ذلك الحد الأدنى، كانت إرادة صناعة اللحظات أقوى من إرادة مشاركتها.


لذا بدون أسف أجدني مضطراً لأقول صراحة أن مكاني المحبب جداً إلى قلبي هنا لم يعد في قائمة أولوياتي، و أن غيابي عنه غير محدد الأجل و قد يستمر طويلاً، و عدم أسفي داعيه أنه حتى إن فرضنا أني لن أعود، و هو مجرد فرض، فلن أشعر بالندم، لأن ما أمضيناه معاً حتى الآن كان أشهى مما تمنيت يوماً، و كل ما قد يأتي لاحقاً هو هدية من الحياة. أترككم الآن على خير، أتمنى، و أعود لقشدية شتائي و زغبية أحبائي.

Of My Fast Paced Life

ديسمبر 20, 2011


أكاد أختتم شهرين بدون وضع أي جديد في مكاني المحبب جداً هنا، و ما يثير بي شعور بالسوء تجاه ذاتي هو إستمرار حرصكم على ترقب وضع جديد كما يقول عدد الزيارات الثابت رغم طول فترة غيابي تلك، لذا أتمنى، لا أعد، أن يكون هذا التحديث عن حياتي هو بداية عودتي، فقد أشتقت الكتابة لكم جداً بكل حال!، لكن لنرى أولاً فيما كان غيابي، كان أخر حديث لي عن مجموعتي التي كانت جديدة حينها، حين ذكرت أنني معهم بشكل شبه يومي لما يتخطى ست ساعات يومياً، الآن أصبحت العادة أن أقضي اليوم من بعد إستيقاظي إلى ما قبل نومي معهم، خاصة مع إقتراب إختبارات الجميلة بون، و الحلوتين روز و سارة، مما يسمح بأن أبقى مع مجموعتي أغلب الوقت، و بالمناسبة أصبحت ريم حلوة جديدة في حياتي بجانب روز و سارة، فكثير قد تغير منذ كتبت عنها فقرة صغيرة منذ ما يقرب شهرين، حينها لم نكن قد لاحظنا بعض فعلياً، لكن منذ أن فعلنا و صداقتنا تتطور بسرعة عالية، و ها هي الآن صديقة مقربة كثيراً لي، أو ما أسميه إختصاراً بـ : حلوة!، أتمنى أن أكتب لكم عنها عما قريب لتعرفوها أكثر مما تخبر به تلك الفقرة الصغيرة، و بالمناسبة أيضاً بالعودة لمجموعتي، حين كتبت عنهم لم أكن قد تعرفت إلى العديد منهم فلم أكتب سوى عمن أعرفه، لكن المجموعة الآن أكبر مما هي حين كتبت عنها، آمم لأكن محدداً فأنا أتحدث عن خمسة أو ستة أشخاص إضافيين لهم تواجد يومي أو شبه يومي، و بالمناسبة لأخر مرة، سنسافر إلى مكان شهي في نهاية الشهر الحالي و نبقى هناك الأيام الأولى من العام الجديد، سيكون وقت أكثر من رائع أتمنى أن أكتب لكم عنه أيضاً، لكني مازلت قلق من أن يمنعني سفر آخر للقاهرة من أن أذهب، و هكذا ينتهي التحديث المختصر عن هذه الحياة التي تبقى أسرع من أدونها.

My New Group

نوفمبر 1, 2011


بشكل ما، دوماً يأتي الشتاء، أو بالأصح الخريف، و معه صداقات، و ربما هي صدفة أن يتكرر هذا كل شتاء، و ربما هي تلك النعومة في الهواء، الأمنيات التي تبقي قلوبنا في دفء، و المزاجات الحلوة المتطايرة في كل الفراغ بيننا و السماء، ربما تكون تلك الأشياء هي ما يضفي علينا مسحات حزن شهي، مساحات بهجة تسري إلى العمق، و إنفتاح على عالم رمادي بحثاً عن صداقات تحتوينا عبر الشتاء و ما بعده، و ربما هكذا ألتقيت مجموعة الأصدقاء الرائعين الذين أتوا مع هذا الشتاء.

أقرأ باقي الموضوع »

Samsung Galaxy Tab 10.1

أكتوبر 17, 2011


بعد إنتظار يقرب أسبوعين، و مشاهدات عديدة و متكررة لإعلانه المثير، وصلني أخيراً منذ أيام قليلة  Samsung Galaxy Tab 10.1، و بمجرد وصوله هرعت إلى الصندوق لأفتحه، و أفكار كثيفة تمر بعقلي مثل : أسيكون أصغر مما أتوقع ؟، يا إلهي أتمنى ألا يكون كقالب صخري كبير، لمَ الصندوق ضخم هكذا ؟. لتتوقف تلك الأفكار تماماً بعد قطع الأشرطة اللاصقة و فتح الصندوق، ليصل إلى عينيّ أول شعاع ضوء ينعكس عن داخله، لأجدني أنظر إلى كومة كبيرة من الورق، و أفكر : What the hell ؟

أقرأ باقي الموضوع »